أفادت وكالة فرانس برس في تقرير نقلته تي آر تي أنّ وفد حركة حماس المفاوض في القاهرة تلقى مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار يقضي بهدنة أولية مدتها ستين يومًا تشمل إطلاق سراح رهائن على دفعتين. ونقل التقرير عن مسؤول فلسطيني أنّ المبادرة تُعتبر إطارًا عامًا لإطلاق مفاوضات نحو هدنة دائمة، موضحًا أنّ قيادة الحركة ستجري مشاورات داخلية ومع فصائل فلسطينية أخرى لدراسة العرض المقدم من الوسطاء.

وذكرت تي آر تي أنّ هذه التطورات تأتي بينما يخطط الجيش الإسرائيلي لشن عملية برية داخل مدينة غزة، الأمر الذي حذرت منه منظمات حقوقية وجهات إغاثية باعتباره سيؤدي إلى تهجير قسري لمئات الآلاف من الفلسطينيين. ويستند المقترح الجديد، الذي أقرته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى مناورة سياسية استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي وإرضاء وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير.

وأشار التقرير إلى أنّ سموتريتش كان قد لوّح بالاستقالة بسبب سماح إسرائيل بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة رغم سياسة التجويع التي خلّفت مجاعة كارثية في القطاع المحاصر، لكنه تراجع عن تهديده بعد دعوة نتنياهو له ولابن غفير لحضور اجتماع وزاري.

في الأسبوع الماضي، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أنّ وفدًا رفيعًا من حماس موجود في القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار طال انتظاره، في وقت دخلت الحرب شهرها الثالث والعشرين. كما أشار التقرير إلى أنّ قطر والولايات المتحدة ومصر تشارك بفاعلية في جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس.

وقال وزير خارجية الانقلاب المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي عقده عند معبر رفح إلى جانب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى: "نرفض أي تهجير للفلسطينيين من غزة، وفي هذه اللحظة توجد وفود فلسطينية وقطرية على الأراضي المصرية تعمل على تكثيف الجهود لوقف القتل الممنهج وسياسة التجويع".

وأوضح عبد العاطي أنّ القاهرة تعمل مع قطر وواشنطن لصياغة هدنة تستمر ستين يومًا تشمل إطلاق بعض الرهائن مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة بلا قيود.

وأكد وزير الانقلاب المصري دعم حكومته للمسار الدبلوماسي الهادف إلى إنهاء الحرب في القطاع، مشددًا على ضرورة استئناف المفاوضات التي يمكن أن تفتح الطريق نحو حل سياسي شامل. وحذرت القاهرة من أنّ استمرار العنف وتنامي الخطاب الإسرائيلي حول التوسع الجغرافي سيقوض الاستقرار الإقليمي ويطيل أمد الصراع.

وبينما يتصاعد الحديث عن احتمالات التوصل إلى هدنة، يبقى المشهد الميداني في غزة شديد القسوة، إذ يواجه المدنيون خطر المجاعة والنزوح، ويستمر القصف الإسرائيلي الذي يهدد بتحويل المدينة إلى ساحة اقتحام بري واسعة. وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أنّ مصير الملايين من الفلسطينيين يظل رهينًا بمدى تجاوب الأطراف مع المقترح الجديد، وما إذا كان سيشكل مدخلًا نحو تهدئة أطول أمدًا أو مجرد استراحة قصيرة في حرب مدمرة متواصلة منذ نحو عامين.

https://trt.global/world/article/19af4e578339